جوناثان سكوت: وجدت حريتي في قارة أفريقيا.. و«الطبيعية مكان مقدّس»| حوار

 المصوران جوناثان وأنجيلا سكوت
المصوران جوناثان وأنجيلا سكوت

رسالة الشارقة: رضوى الصالحي 

يدركان جيدا أن ما يقومان به هو واجب مقدس، وليس مجرد عمل حتى وإن اقترب من الفن بعض الشيء بالتصوير، عاشا سنوات طويلة من حياتهما أسيران للطبيعة بجولان بين المحميات والغابات لرصد حياة الحيوانات والطبيعة التى باتت تختنق بين كفى الإنسان، وغير فيها للأسوء، وانهارت حيوات كثير فى الطبيعة انهما، المصوران جوناثان وأنجيلا سكوت، أو حراس البيئة البرية بسلاحمها السلمى"الكاميرا" الذى يستخدمانه فى إنعاش العقول واستفاقه الوعى الذى فقد بسبب البحث وراء الماديات والأموال، فكشف الثنائى والمشاركان فى مهرجان أكسبوجر 2024 المهرجان الدولي للتصوير المقام بالشارقة "لبوابة أخبار اليوم".

انت إنجليزى الأصل، أليس من الغريب أن تعيش فى أفريقيا حتى وإن كنت تعمل مصورا للطبيعة،فقد تشعر بالملل منها أحيانا وتحن لموطنك الأم؟

ابتسم ضاحكا، وقال نعم أنا بريطانى المنشأة ولدت وترعرعت بانجلترا إلا أننى عشقت الطبيعة من خلال التلفاز ومشاهدتى  لبرامج الحياة البرية فشكلت الكثير من وعي وإدراكىللبيئة وأهميتها.

هل استطعت أن تحقق حلمك كمصور ؟

نعم استطعت تحقيقه  فى العيش بإفريقيا، وتوثيق حياة الطبيعة والبرية هناك ،كما قلت لوالدى سابقا  عندما كانت طفلا صغير ا بالسن بأمنى سأنتقل  للعيش وسط الطبيعة بافريقيا عندما أكبر لحماية الطبيعة،ثم  ضحك قائلا "وها أنا حققت حلمى".

لماذا اخترت مجال التصوير البيئى؟

كما قلت سابقا أنا أعشق البيئة فعندما انتقلت للعيش بافريقيا وسط الطبيعة والغابات والحياة البرية، شعرت لأول مرة بالحرية ، نعم استطيع التنفس بحرية فى قلب الطبيعة بافريقيا ، ولكن يحزننى ما تعيشه الحياة البرية هناك، لما يرتكبه  الإنسان  من جرائم فى حق الطبيعة بالصيد الجائر وقطع الأشجار والذى يمثل مذبحة كبرى للحياة حيث فقد العالم أكثر من ٧٠٪ من  الحيوانات والزواحف البرية على كوكب الأرض منذ عام ١٩٧٠.

لقد قلت بأن الكاميرا هى سلاحك فى الحفاظ على البيئة، كيف تفعل ذلك؟

نعم، الكاميرا سلاحى فى الحفاظ على البيئة، بتسليط الضوء على حيوات الكائنات البرية وما تعانيه، محاولا آفاقه وعى الناس بما اسجله وأقوم بتصويره، فقضيت مع زوجتى والمصور أنجيلا أكثر من ٥٠عاما فى تتبع حياة انثى النمر الأسود والفهود تلك الحيوانات النادرة، وما تتعرض لها من صيد جائر، وغيرها من الحيوانات بمحمية ماساي مارا الوطنية بكينيا وغيرها من الأماكن،وتوضيح أن إجرام الإنسان وسطوته على حياة الطبيعة تقتل نفوس وأرواح حية.

كيف تسطيع حماية الطبيعة عبر  مشروعك "الطبيعة المقدسة"؟

لقد عملت مع زوجتى المصورة أنجيلا على مشروع حماية البيئة "الطبيعة المقدسة" أو "snl" من خلال رفع الوعى بأهمية المحافظة على الطبيعة وكوكب الأرض لأنه حماية لأرواحنا البشرية أولا، بثلاث محاور وهى الإلهام، والتثقيف، والمحافظة، بإلهام الناس بضرورة التأمل فى الطبيعة وأهميتها والتثقيف بدراستها وأن جميع حيوات الكائنات الحية على كوكب الأرض هى ميزان الحياة للإنسان ليعيش فى سلام وآمان ،لذا لابد من الحفاظ على التنوع البيولوجي فى البيئة .

ولماذا أطلقت على مشروعك اسم "الطبيعية المقدسة"؟

كشف قائلا "إلتقط صورة لزرافتين  وخلفهما جبل شاهق الارتفاع، وهو جبل مقدس وبعض القبائل الأفريقية تتجه إليه للعبادة، وعندما تأملتها وجدتُ فيها رمزيةً كبيرةً، وكأن الطبيعة هي المكان المقدس الذي يجب أن يحترمه جميع الناس.." من هنا انطلقت كانت البداية والاسم .

هل قمت بتصوير مظاهر الطبيعة غير الحيوانات وما هى؟

نعم، لقد قمت بتصوير العديد من اللقطات المعبرة عن الطبيعة منهاوهي السافانا، والعالم الأخضر للأشجار والغابات في أفريقيا، والصحاري، والجبال، والأنهار والمحيطات، وأخيراً القطب الشمالي.

حدثنا عن جماليات الصورة، وهل أثر السيفلى عليها؟

الصورة لابد أن تحكى عن قصة ورواية أبطالها قد يختلفون فهم أناس أو حيوانات أو أشجار وطبيعة فقط،فالالوان والإضاءة ترمز إلي معانى مختلفة وكثير، تسطيع التأثير على النفس وتثير التساؤلات وتناقش قضايا، أما السيلفى اليوم فهو فيروس أصاب الذوق العام فى الصور واهدر كم التفاصيل الجميلة التى تحملها وأره وكأنه مرض نفسى يصيب الناس بالرغبة فى الشهرة، دون الإهتمام بالحدث نفسه.